بيان: تونس ليست في حاجة إليهم ولا لمساعدتهم
تونس في 14 جوان 2023.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الامة التونسية المجيدة، أما بعد :
*المساعدات الأجنبية حصان طروادة النفوذ الأجنبي*
– تواترت خلال الأسابيع الأخيرة تصريحات المسؤولين الأوروبيين و الأمريكيين حول الوضع الإقتصادي الصعب في تونس و ضرورة مساعدتها تجنبا لانهيار الوضع فيها.
هذه التصريحات تجاوزت التشخيص الى اقتراح حزم مساعدات مالية للدولة التونسية.
و نظرا إلى أن:
– 1. الوضع الاقتصادي التونسي ليس كارثيا كما يوصف بل بالعكس ظهرت مؤشرات تعافي اقتصادي هامة (خاصة نمو نسبة الاندماج في النسيج الاقتصادي و انخفاض نسبة التضخم) و بالتالي إمكانية تحقيق تقدم اقتصادي تونسي تدريجيا.
-2. انقضاء نصف عام دون الاعتماد على القروض و المساعدات الغربية و بالتالي إمكانية استكمال السنة بالتعويل تقريبا على الموارد المالية التونسية و بالتالي إمكانية التحرر شيئا فشيئا من الارتهان للدعم المالي الأجنبي.
– 3. بداية انتشار فكرة “الاعتماد على الذات التونسية” والتحرر من الدعم الخارجي و بداية التفكير في الحلول و النماذج الاقتصادية-الاجتماعية التونسية و استنباط بدائل تونسية للسلع المستوردة المنقوصة بل التفكير في التقشف في مصاريف الدولة وهو ما يعد ثورة حقيقية في الفكر السياسي-الاقتصادي التونسي تبشر بانفتاح عصر تونسي جديد و ببناء اقتصاد قومي قوي يعتمد عليه في المحن والأزمات.
– 4. بداية الانتباه لخطر النفوذ الغربي (الأمريكي والأوربي) في تونس و عمق تغلغله في النسيج الجمعياتي والنقابي والحزبي والإعلامي اضافة لانتباه الرأي العام التونسي لخطر الإختراق الفكري-التنظيمي الأجنبي و ظهور دعوات تطالب بوقف القوى الأجنبية عند حدها ومنعها من التمويل والتدخل في الفضاء العام التونسي.
وبالتالي فإن هذه المساعدة الغربية المقصود منها هو :
-1.وقف بداية توجه تونس نحو الإعتماد على ذاتها وارجاعها للحلقة التقليدية المتمثلة في الارتهان للخارج و الخضوع لإملائاته وتدخلاته وإختراقاته.
-2. وقف أي مسار يهدف لتطهير الدولة من الاختراقات الأجنبية و خاصة التمويل و الشراكة الأجنبية مع الجمعيات والنقابات والأحزاب ووسائل الإعلام في تونس.
-3. وقف مسار فرض إحترام و سيادة تونس على السفارات الأجنبية التي استباحت البلاد وصارت الحاكمة بأمرها في تونس و استفزت (لأقصى حد) المشاعر القومية التونسية.
– و لذا فإن الحزب القومي التونسي يعتبر هذه المساعدات و هذه الإعلانات بمثابة “السم في الدسم” او الفخ الموضوع للأمة التونسية ذلك أن هذه الإعلانات الودودة تخفي وراءها نوايا السيطرة والهيمنة و منع تونس من ممارسة السيادة على مصيرها خاصة أن أغلب تلك القوى الغربية متورطة بوضوح في مساندة مشروع توطين الأجصيين في تونس.
– إن الحزب القومي التونسي يؤمن أن الأمة التونسية قادرة بل ومن واجبها على الاعتماد على ذاتها و الخروج من الازمة بمفردها دون الحاجة للمنن الأجنبية .
– إن الحزب القومي التونسية يؤمن أن على تونس أن تبذل كل جهدها في استنباط الحلول من واقعها والإعتماد على مواردها البشرية و الطبيعية والاستغناء عن المساعدات و القروض الأجنبية مهما ساءت الأوضاع.
– ان الحزب القومي التونسي يدعو السيد رئيس الجمهورية لرفض هذه المساعدات المسمومة والاستغناء عنها ورفض كل التدخلات الأجنبية عبر تمويل واختراق ما يسمى بالمجتمع المدني و الإعلام.
– الامة التونسية اليوم في مفترق تاريخي عظيم حيث يبرز اتجاهان : الأول هو الإعتماد على الذات بالقطع مع سياسات التسول المترسخة في العقود الماضية للتحرر من النفوذ الأجنبي و الثاني هو الاعتماد على الخارج و الرجوع للخضوع.
وإذ يهيب الحزب القومي التونسي بالأمة التونسية و بقيادة الدولة التونسية لإختيار الإتجاه الأول : طريق السيادة والكرامة والشرف و المستقبل التونسي الحقيقي.
تحيا تونس، تحيا الامة التونسية معتمدة على ذاتها سيدة لمصيرها.
الحزب القومي التونسي
الديوان السياسي
0 تعليق